فيتامين "د" ووظائفه ?

زائر

فيتامين د ووظائفه

تتيانا الكور - لقد أثارت بعض الدراسات الحديثة القلق بشأن شيوع نقص فيتامين دال (د) في الأردن. فارتأيت إلى تخصيص زاويتي اليوم للحديث عن فيتامين (د) ووظائفه، فما هو فيتامين(د)؟ ولماذا نحتاجه؟ ما هي مصادره؟ وكيف يمكن لنا معرفة ما إذا كنا قد نكتفي بتناول إحتياجاتنا اليومية منه؟ ومن منا معرض بصورة أكبر لخطر الإصابة بنقصه؟ وما هي أعراض النقص أو الزيادة في تناوله؟ يعتبر فيتامين(د) أحد الفيتامينات الذائبة في الدهن والتي يحتاجها الجسم بصورة دائمة ويستطيع تصنيعها أيضا. ويلعب فيتامين (د) دورا رئيسيا في المحافظة على صحة الجهاز الهضمي (خاصة الأمعاء الغليظة)، والعظام، وصحة الكلى من خلال قدرته على الحفاظ على توازن عنصري الكالسيوم والفوسفور. ويساعد فيتامين (د) الجسم في إمتصاص الكالسيوم.
وأظهرت عدة دراسات مؤخرا أن لفيتامين (د) فوائد صحية أخرى منها المساعدة في ضبط مستوى السكر في الدم (خاصة لدى الأشخاص الذين يتناولون جرعات من الأنسولين)، و الحماية من مرض السرطان (خاصة سرطانات القولون والمستقيم)، وأمراض الشرايين، والسل، والإكتئاب.
ويحتاج الجسم إلى فيتامين (د) لنمو العظام والأسنان والعضلات بصورة صحية، وللوقاية من مرض الكساح (لين العظام) لدى الأطفال، والمساعدة في الوقاية من هشاشة العظام أو ترققها لدي الكبار، ولتقليل حوادث السقطات أو الكسور لدى كبار السن من خلال تحسين قوة عضلات كبار السن وتوازن أجسامهم.
ويعتير ضوء الشمس المباشر الذي نتعرض له المصدر الرئيسي لفيتامين (د) لنا إذ يحصل معظم الأشخاص على مستويات كافية من فيتامين (د)، تتراوح ما بين 400 إلى 2000 وحدة دولية، من خلال التعرض لأشعة الشمس بصورة يومية وبشكل إعتيادي أثناء اليوم من خلال ممارسة الأنشطة اليومية في أماكن مشمسة أو مفتوحة، بينما تحتوي بعض أنواع الأطعمة على نسبة قليلة منه، خاصة الأسماك (كالتونا والسردين والسلمون)، وزيوت الأسماك (مثل زيت كبد الحوت)، والكبد، والبيض، والسمن الصناعي، ومشروبات الصويا، وبعض أنواع الحليب والألبان والأجبان المدعمة بنسب ضئيلة. والجدير بالذكر، وبعكس ما يعتقد البعض، فإن تناول المصادر الغذائية فقط لا يعد كافيا للحصول على ما نحتاجه من فيتامين (د) إذ يمكن لتناول هذه المصادر بكميات جيدة توفير 150 وحدة دولية فقط (هذا مع إعتبار قدرة الجسم على الإمتصاص بشكل جيد).
ويمكن لنقص فيتامين (د) أن يؤدي إلى ترقق العظام لدي البالغين، ويمكن ان يؤدي إلى ضعف العظام والعضلات وتشوه العضلات، و الكساح لدى الأطفال.
كما وقد يؤدي نقص فيتامين دال لدى كبار السن إلى زيادة إمكانية إصابتهم بترقق العظام والسقطات والكسور.
وتعتبر الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيتامين(د): فئة كبار السن والتي تشمل الأشخاص في عمرخمسين سنة فما فوق، الأشخاص الأقل تعرضا لأشعة الشمس، الأشخاص المصابون بحالات جلدية معينة تتطلب تجنب أشعة الشمس، أصحاب البشرات الداكنة اللون أو السمراء، النساء اللاتي يلبسن الحجاب ويغطين معظم أجسامهن، الأشخاص غير القادرين على الخروج من منازلهم خلال اليوم، والمصابون بأمراض معينة تعيق من إمتصاص فيتامين دال كبعض أمراض الجهاز الهضمي أو الأمعاء.
وتتراوح إحتياجات فيتامين (د) من 200 إلى 400 وحدة دولية يوميا، وتتزايد نسبة الإحتياجات مع تقدم العمر إذ يحتاج كبار السن إلى 400-600 وحدة دولية يوميا. فإذا كنت لا تتعرض لأشعة الشمس بصورة كافية، فإنك تحتاج إلى إضافة 400 وحدة دولية يوميا على الأقل من خلال تناول المصادر الغذائية واستشارة الأخضائي أو الطبيب لاختيار المستحضرات الصناعية منه إذا لزم الأمر. والجدبر بالذكر بأن هنالك حالات تسمم شائعة نظير تناول فائض من فيتامين (د) عن طريق الإكثار من تناول مكملات غذائية تحتوي على نسبة عالية من فيتامين (د)، وزيوت الأسماك. وتتميز علامات التسمم بفيتامين (د) بإرتفاع نسبة الكالسيوم والفوسقور في الدم، تكلس أنسجة الجسم، الصداع، التبول المتكرر، العطش المتكرر، والغثيان.
ومن الإرشادات للوقاية من نقص فيتامين(د)، فإننا ننصح بتعريض الوجه والذراعين واليدين إلى أشعة الشمس بشكل كاف (مدة لا تقل عن 5 دقائق ولا تزيد عن 15 دقيقة مرتين في اليوم قبل العاشرة صباحا أو بعد الساعة الثالثة مساء مع مراعاة وضع كريم الحماية من أشعة الشمس بشكل متكرر، خاصة في فصل الصيف). ويمكن لهذه المدة أن تزيد لذوى البشرات الداكنة لتصل إلى 3-4 مرات يوميا وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. وتجري الآن عدة أبحاث من أجل تحسين فهم تلك المخاطر وتحديد المستويات المناسبة فيما يخص التعرض لأشعة الشمس. كما وتوصي المنظمة بأن الأشخاص الذين يقل كثيرا تعرضهم لأشعة الشمس، مثل الأشخاص الماكثين في المؤسسات التأديبية (كالسجناء على سبيل المثال) أو الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة الذين يعيشون في أماكن تقل فيها الأشعة فوق البنفسجية ( كالمناطق القطبية على سبيل المثال) أو الأشخاص الذين يغطون أجسامهم لأسباب دينية أو ثقافية بشكل كامل عندما يكونون خارج بيوتهم، استشارة أطبائهم للنظر في إمكانية أخذ مكمّل غذائي يحتوي على فيتامين (د).
ومن الإرشادات الوقائية الأخرى هي مع مراعاة إتباع نظام غذائي متوازن وتناول كميات كافية من الكالسيوم في الغذاء وممارسة الرياضة باعتدال يوميا (بمعدل نصف ساعة يوميا) للحفاظ على صحة العظام سليمة.
إستشارية التغذية الطبية والعلاجية